الجمعة، 22 فبراير 2013

وقفات مع .... زانية ابكتني ... وداعية في وكر دعارة !

 

منذ سنوات طويلة وانا اناصح مشايخنا الاجلاء بان يكون حذرين او يتعاونوا مع مختصين حينما يقدمون مادة اعلامية سواء كانت مكتوبة او مسموعة او مرئية .

 

وللاسف قلة من الدعاة من يهتم لهذا الشان وهو الاستشارة والغالب يتعاملون وفق اجتهاداتهم فانا تصيب او تخيب ولكنها اذا خابت كان لها ضررا كبيرا باعتبار ان صاحبها داعية .

 

ومن باب الدين النصيحة خاصة لمن نحبهم وهم في مقام اخواننا الكبار وربما ابائنا اود اليوم ان تناول اصدارا مرئيا بعنوان :

 

زانية ابكتني ... وداعية في وكر دعارة !

 

سجله الشيخ الفاضل الذي نحبه في الله حسن الحسيني ليكشف وكرا للدعارة وعلى ضوء هذا الموقف يطلق مشروعا يعين الزانيات على التوبة !

 

ساتجاوز نقطة اشاعة الفاحشة وتسويق اماكنها ( دون قصد قطعا ) ويمكن للمهتمين مراجعة كلام الفاضلين د محمد الطبطبائي ود طارق الطواري والذين استندا لقوله تعالى ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم ) .

 

كما يمكنهم النظر في سورة يوسف وكيف عززت العفة في قصة المراودة عن نفسها وذلك بطريق راق جدا .

 

اما زاويتي النقدية في هذا العمل فهي ترتكز على ( العنوان المثير ) وطريقة التصوير التي عملت بطريقة ( الاكشن ) .

 

حقيقة الاثارة اداة لجذب الجمهور في الاعلام لكن ينبغي على الدعاة استخدامها بحذر فهي سلاح ذو حدين!

 

فلم يكن لائقا ذلك العنوان ولا ذهاب الشيخ برفقة الكاميرات والمرافقين لوكر دعارة ثم نشر الاصدار على هذا النحو !!

 

هناك طرق اخرى كثيرة تحقق الهدف دون هذه الاثارة المتكلفة بدء من السير للوكر ومرورا بالحوار مع حراس الوكر ! وانتهاء بمحاورة الزانيات باصواتهم الصاخبة وجرأتهم المرفوضة ! وان يحسب للعمل تغطية الوجود والاجساد نسبيا .

 

 

الامر الاخر هو خطورة مبدأ ( التعميم ) حيث ان المشاهد غالبا ما ستصله الصورة كحكم عام على بنات تونس واهلها للاسف وكان تونس ماخور وبناتها يمتهن الحرام بسبب الفقر ، وكانت هناك بدائل كثيرة يعرفها المختصون بحيث يصل الشيخ للهدف ولا يتسبب بتشويه بنات تونس بسبب وكر دعارة لايمكن ان يمثل تونس كلها .

 

ان الناس خاصة في المشرق العربي ينتظرون ان يعرفوا الجانب الايجابي في دولة كتونس بعد الثورة .. مساجدها ... حلقاتها ... حفاظها ... ادباؤها ... وليس بنات الهوى فيها وهن بالمناسبة موجودات في اي بلد !

 

ايضا من اللافت مؤخرا ومع كثرة دخول الدعاة للفضائيات التركيز على دموعهم وبكائهم ونحيبهم احيانا ! وهذا له جانب شرعي ( الخوف من الرياء ) تكراره بشكل مبالغ فيه ولاداعي له على الاقل في المونتاج يتم معالجته حتى لا يصبح صبغة مستمرة كما نلاحظ هذه الايام في بعض المقاطع ( دموع الشيخ فلان - بكاء الداعية فلان - حينما اجهش فلان بالبكاء وهلم جرا ) .

 

ختاما كان هذا راي مجتهد قد يصيب وقد يخطي ومكانة مشايخنا محفوظة وهم محل احترام لكنها النصيحة المخلصة .

 

 

واني لادعو كل مسلم في المساهمة باي مشروع يعزز العفة في عالمنا الاسلامي سواء كان في تونس ار غيرها .

 

 

اخوكم / نبض القلم